منوعات

الإبداع الأول.. فؤاد التكرلى يتتبع حياة موظف حكومة فى “الوجه الآخر”


ترصد الرواية الأولى للكاتب العراقى الراحل فؤاد التكرلى والتى جاءت تحت عنوان “الوجه الآخر” والصادرة عام 1960 نموذج البطل الضد، حيث تتبع الأحداث بطلاً سلبيًا يعيش داخل ذاته ويتفرج على آلام الآخرين من حوله.


وبطل الأحداث يدعى جعفر وهو موظف حكومي، فقير الحال، يحب القراءة والكتابة، يعيش حياة بائسة لكنه يفضل أن يكون سلبيا تجاهها، يفكر كثيرا داخل عقله لكنه لا يقوم بأي فعل ايجابي، ولا يعرف لماذا يفعل ذلك.


وقد ألف التكرلى روايات قليلة، إلا أن مساحة تأثيرها كانت أكبر لكونها نموذج للروايات الكلاسيكية الحديثة ببنائها، ومن أبرز أعماله الروائية الصخرة والرجع البعيد المدرجة ضمن قائمة أفضل 100 رواية عربية.


ولد التكرلي في بغداد عام 1927م، ودرس في مدارسها، وتخرج من كلية الحقوق عام 1949م، ثم عمل ككاتب تحقيق وبعدها محاميا، ثم قاضيا، وتولى عدة مناصب في الدولة ومنها في القضاء العراقي حيث تم تعيينه قاضيا في محكمة بداءة بغداد عام 1964، وبعدها سافر إلى فرنسا ثم عاد ليعين خبيرا قانونيا في وزارة العدل العراقية. وعاش في تونس لسنوات بعد تقاعده، وعمل في سفارة العراق بعد حرب الخليج.


ينتمي التكرلي إلى عائلة ذات حظوة دينية ومكانة اجتماعيّة متميزة، ترجع بنسبها إلى عبد القادر الجيلاني، وإذا كانت هذه العائلة، بتفرّعاتها المختلفة قد تمتّعت بمباهج السلطة في بداية الحكم الملكي في العراق، وسرعان ما تخلّت عن الدور الذي أنيط بها موقتاً لجيل جديد من السياسيّين تحت الراية العثمانية وتعلّموا صرامة عسكرها، لكنّهم تعلموا أيضاً من الاحتلال البريطاني بعض عناصر الحداثة الأوروبية.


نشر التكرلي أولى قصصه القصيرة في عام 1951 في مجلة الأديب اللبنانية، ولم ينقطع عن نشر قصصه في الصحف والمجلات العراقية والعربية، كما صدرت له في تونس عام 1991 مجموعة قصصية بعنوان “موعد النار”، وفي عام 1995 صدرت له رواية “خاتم الرمل”، وكتب روايته الأخيرة (اللاسؤال واللاجواب) عام 2007.


كانت له أيضا مؤلفات أخرى مثل خزين اللامرئيات والرجع البعيد التي أسست لخطاب روائي متميز وأرخت لحقبة تاريخية مهمة في الحياة العراقية وكانت مفعمة بالروح والأعراف الشعبية.



اليوم السابع – مصدر الخبر

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى